ستمرّت أفكار ابن خلدون نحو خمسة قرون حتى أثمرت علم الاجتماع الحديث على يدي أوغست كونت الذي وضع مذهبًا جديدًا في الفلسفة أخذ اسم الفلسفة الوضعية، سبق للدار أن نشرت الجزء الأول من الدروس التي تقدمها إلى القارئ، والدار تتابع مشروعها بنشر الجزء الثاني من دروس كونت لاستكمال عرض أسس فلسفته الوضعية المثيرة للجدل. يجد القارئ لدى أوغست كونت الكثير مما يود معرفته في الفلسفة وعلم الاجتماع، إنه صاحب قانون الحالات الثلاث: الثيولوجية (ما قبل 1300م)، والميتافيزيقية (حتى 1800م)، والوضعية (إلى ما لا نهاية). نظرية كونت الاجتماعية تفاؤلية؛ فهي ترى أنّ الحالة الاجتماعية تتطور من دون توقف أو تعرج أو لولبة، وأن الطبيعة البشرية ترتقي باستمرار أيضًا. لا يتفق كثيرون مع ما ذهب إليه أوغست كونت، وربما هنا تكمن الفائدة التي يجنيها القارئ، فالاختلاف يولّد أسئلة، وهذا ما نحتاج إليه في عالمنا العربي -أن نسأل أكثر!
