-"استطرد كبير الضباع وهو يضغط على مخارج ألفاظه: سنعتقل رءوس المظاهرات وقادتها وبعضًا لا بأس به من الأتباع ثم نفرج عن الباقين.. سيكون عددهم محدودًا نوعًا ما.. وبعد الحصول على الاعترافات من الأتباع على قادتهم سنقدم الجميع للمحاكمة ونختار لهم ضباعًا تابعين لنا ممن لا يعرفون للرحمة سبيلًا.. ثم توقف ...برهة وأضاف "في الحق طبعًا".حين يظل الصوت حبيسًا، حين يكون الصبر جليسًا، حين توزع الآف الأعذار كطوق نجاة للمنكوبين، حين تنادي الأسد الكامن بين ضلوع لم تعرف إلا ذل القهر، ويتلاقى النداء خافتًا بحلم سرعان ما يبدده الفجر، حين يتحكم فرد في قوت البسطاء ويقود خرتيت مصير غابة، غابت عنها الأسود.. فلابد أن تعلم يقينًا أن الزمن قد كشف عن وجهه القبيح كأسوأ أيام، وأن مآل الأمر أصبح بيد الضباع واللئام.