"وكذلك كانت حياةُ خالد عذابًا متصلًا بين ابنتيه وزوجه، يدفعه إليهن الحبُّ والبر والعطف،ويصرفه عنهن الشيطانُ بما يتنكَّر من صورٍ، وما يزين في قلبه من شرٍّ، حتى أصبح لا يجد الراحةَ ولا الأمنَ إلا إذا خرج من داره، وتحدث إلى أصدقائه وأترابه. وأي راحة وأي أمن! فقد كان الشيطان يألف أصدقاء خالد وأترابه. وما أكثرَ ما يألف الشيطانُ من الناس! وكان يطلق ألسنتَهم بكثيرٍ من القول، فيه الإغراءُ بالمنكر، وفيه الصّرف عن المعروف، وفيه هذه الأحاديث التي يألفُها الشّبابُ في القرى عما يأتونَ، وما يدعون إذا خلوا إلى أهلِهم، ثم فيه هذه الأحاديثُ التي تمتلئ بالأماني الآثمةِ والأحلام التي نُسجت من الخطايا نسجًا، فيه هذه الأحاديث التي يظهر فيها الخيرُ والطاعةُ، ويستتر فيها الإثمُ والفجور".