"أسير واضعًا يديَّ في جيب السُّتْرة حتى لا ينال منها الصقيع، مزاجي المُعَكَّر في نهاية اليوم جعلني أنسى القفَّازات في المصنع، أشعر أن الشتاء يشتد تباعًا، جهاز ضبط المناخ به أعطال منذ مدة، أعتقد أن وجود قليل من البرد أفضل من أن يحترق جلدك تحت قرص الشمس، فمن دون جهاز المناخ ذاك ليس هناك وجود لجو الشتاء؛ وخاصة بعدما تسبَّب به الاحتباس الحراري المُفرط من ذوبان جبال الجليد وانبعاث الغازات الدفيئة في السماء، ومن تلفٍ لطبقة الأوزون. دخلت شارع المقاطعة السكنية التي بها محل إقامتي، إنه ليس بالمكان الميسور، ولكنَّ مكانًا كهذا هو أكثر مما يحلم به المشردون في الشوارع، الذين بدأت أعدادهم في الازدياد بشكلٍ مُطَّرد. كان المكان مُلبَّدًا بالضباب، لست متأكدًا أهو بسبب العوادم والأبخرة الناتجة عن المصانع المجاورة، أم هو بسبب البقايا المتطايرة لرماد حرق جثث الموتى، فيوجد في تلك المقاطعة مكان مُخصص لحرق الجثث؛ حتى لا تتسبب النسبة المشعَّة بها في تلف التربة...."
