:"كأن السحارة أصبحت مخزناً كبيراً، كلما أخرجت أمى شيئاً وقلنا انتهينا؛ عادت وأخرجت أشياء أخرى، إلى صندوق صغير أحمر اللون مخملى الملمس على شكل قلب، يفتح من المنتصف على شكل ضلفتين، فتحتهما وأخرجت عقداً لمع بحيث أغشى عينى من شدة جماله وبريقه. سحبته ووضعته حول عنقها. قلت/: "الله. ماأجمله. ...لماذا لم تلبسه جدتى من قبل؟". صمتت لبرهة ثم قالت وصوتها يرتعش حزناً ويداها تلمسان لآلئله التى ازدان بها عنقها، إنه يحمل تاريخاً كبيراً من الوجع"!-يبدو أن هواجس التغير وتحولاته كانت مصدر الغواية التى انتقلت بالشاعرة والفناة التشكيلية "ميسون صقر" من زمن الشعر الذى عرفها به القراء شاعرة متميزة، إلى زمن الرواية. هذه الغواية التى تغرى بوضع الرواية الناتجة فى دائرة روايات السيرة الذاتية، أو حتى روايات النشأة التى تتبع الجذور التى تنبثق منها ملامح الشخصية الرئيسية ومكوناتها اللاحقة، فالرواية مكتوبة من منظور الحاضر الذى يستعيد ماضيه بواسطة الذاكرة، واحة النفوس المتوحدة ومرآة الوعى الساعى وراء المعرفة المتعددة الأبعاد. نرى فى الرواية ما يسميه النقاد المحدثون بالرواية الشارحة، حيث الرواية تحكى عن العالم الخارجى وتحكى عن تشكلها من حيث هى رواية فى علاقاتها أو علاقات أبطالها بهذا العالم الذى يتولد منه كل شئ فى عالمها السردى.جابر عصفور، عن روايتها "ريحانة"