« جئتُ إلى الدنيا بعينين تُطِلّانِ على العالم من محجرين يشبهان ثُقْبَي رصاصة، وما زلت أنْظُر. العمر الحافي يركض على أرصفةِ شرايين رثَّة. شوارع، وأزقَّةٌ، غاباتٌ متداعيةٌ كجدرانٍ مائلة، يمكن لها أن تنطفئ في وضَح النهارات المتشابهة».« ربّما، لأنَّ فمي لم يكن صالحاً للغناء، وعلى لساني دائماً شتيمة متأهبة، وبسبب الزيف والتفاهة والخداع، الذي جعل كل ما أشاهده في مدينة الهوّارة أكذوبة معلنة، ولأنّني اقترفت جريمة الكتابة؛ سَفَلَةُ الوالي صادروا كل ما لدي من أمكنة يمكن أن يزورها الفرح والرجاء، بانتزاعي منها مُكرَهاً، وها هم الآن يصادرون مني حرية لم أكن أمتلكها، ويلقون بي كأي بضاعة فاسدة في مستودع الكائنات المنسية».