لهفة.. تتراقص بين مخادع القلب، تتسلّل الى الأُذين ثم تحشر نفسها في البُطين، لهفة.. تتلاعب وكأن لها يد طفلة مشاغبة تشخبط بثرثرة كثيرة على الجدران، لهفة.. تعبث بالنبضات؛ ويا غرابة تأثيره! وكأنّ النبضات لم تختبر مثيلاً له! يعقد حاجبيه قليلا بتركيز رقيق وابتسامة مشاكسة وكأنه عاد مجرد صبي مراهق يتسلل لغرفة ابنة الجيران يتجسس على اسرارها الممتعة، يمرّر أصابعه فوق القلوب المتناثرة وهو يلمح مع كل قلب تاريخ مدون باليوم والشهر والسنة! تعلق أصابعه فوق أكبر القلوب حجماً، قلب متربع على جدار بيت الدمى وكأنه حارسه، يبتسم رعد بمزيد من المشاكسة وكأنه يتحدى ذاك الحارس الوهمي، ثم يضيّق عينيه بتركيز أكبر وهو يلامس التاريخ المدون جوار القلب ويتعجب! تمتم رعد بتفكير ” انه تاريخ يفوق عمر رقية بالكثير! من المعنيّ بهذا القلب وهذا التاريخ القديم؟! ” ويبدأ رحلة الابحار من قلب لآخر وعيناه تمران بالتواريخ وعقله يسجل تلقائياً، إنه سريع الحفظ؛ لسوء حظ الدمية!