بكيت متألمة .. متوجعة .. و مع كل نوبة بكاء أدخل بها كان الصداع يزداد حدة .. كنت أشعر بأنني أحتاج أمي الآن .. أحتاج أبي .. أحتاج أخوتي .. فأنا في أقصى مراحل ضعفي و تعبي دون أن يعرف أحد ما مابي .. فأنا أعايش الآن امراً غريباً لا أفهمه في تلك اللحظات المرة .. تعرفت على درس جديد منحتني اياه الغربة التي يبدو بأنها بدأت دروسها معي بقسوة شديدة و على استعجال مطلق ! علمتني الغربة في تلك اللحظة .. بأن أتلوى ألماً .. أبكي وجعاً .. أنهار ضعفاً ولا أخبر أمي بشيء ! إنها معادلة صعبة على الإطلاق .. فأنا أعلم بأنه من بعد الله لن يشد من إنحناء ظهري إلا عائلتي .. و لكنني في آن واحد .. أعلم بأنني بعيدة عنهم آلاف الكيلو مترات .. و لن تمنحهم صراحتي الآن إلا قلقاً .. خوفاً .. سهراً ... و قلة حيلة !لا أدري حتى هذه اللحظة .. إن كان من الخطأ أم من الصواب أن نخفي عنهم أوجاعنا .. مشاكلنا و همومنا .. و لكنني أعلم تماماً بأنني أخشى على قلوبهم من الفزع .. فزع المرض .. فزع الفقد .. أخشى عليهم من كل هذا ... حصنت بك يالله عائلتي من شعور الخوف كيف ما كان !