كانت ميرا فتاة طبيعية قبل أن تتعرض لحادث جعلها مختلفة، إختل توازن حاسّة من حواسها، فأدركت أن حياتها بعد الحادث لن تكون كما قبله. أصبحت لا تجيد القراءة، أو حتى تحديد أماكن الأشياء، كلها تغيرت، أو تضاربت، ترى الحروف ولكن من دون معنى.
لم تستسلم ميرا، أبعدت الأفكار السلبية عن رأسها، وشكّلت طريقها الخاص كما تراه هي، كوّنت عالمها المختلف، وأنشدَت معزوفتها الخاصة، معزوفة صمّاء واحدة، لا يستمع إليها غيرها.
نجحت عندما رسمت لها عالماً يشبهها في اختلافه، خطوطه من ألم وأمل، فعاشته بصمتها الفائض من عينيها، معزوفةً صمّاء، ولكنها تنبض بالحياة، مدركةً أنّ في الضعف قوة، وفي بعض الاختلاف تميزاً.