ترى مؤسسة تامر في توثيق التاريخ الشفوي رحلةً شاقة ومتواصلة من البحث، ولكنها مثمرة بلا شك بما فيها من جسور تفضي إلى ذاكرتنا الفلسطينية. وحيث أننا ندرك مساهمة التوثيق في إعادة إحياء الرابط الطبيعي بين الأطفال والآباء والأجداد وترسيخ التواصل بينهم عبر الأزمان المختلفة، يأتي هذا الكتاب كاستكمال للمسار والتاريخ الطويل في مؤسسة تامر من الاهتمام بالجمع والنشر والتوثيق.إن موضوع القصص الشعبية إجمالًا، ومنه الحكاية الخرافية، يدور حول كل من الشخص، والعائلة، والمجتمع، والبيئة، والكون. وجميعها إسقاطات للمشاكل التي تواجهها العائلة عادةً في حياتها اليومية. وبما أن هذه الحكايات عادةً تروى من قِبل النساء وليس الرجال، فهي إسقاطات للهموم والمشاكل والرغبات والطموحات للنساء في المجتمع الذي تحكى فيه. والحكايات الموجودة في هذه السلسة من الكتب أتت جميعها من المجتمع الفلسطيني. حتى نفهم هذه الحكايات علينا أن نتعرف على طبيعة العائلة التي عاشت فيها النساء اللواتي روين الحكايات، إذ أن المرأة الفلسطينية كانت تقضي حياتها كلها ضمن عائلة عربية شرق أوسطية ممتدة، لذلك فإن بنية العائلة العربية الممتدة وضع المرأة فيها هو ما يعطي تلك الحكاية الخرافية "نكهتها العربية".
