رتَّب الأستاذُ الأكبرُ، والإمامُ المجدِّدُ، السيِّدُ: محمَّدُ بنُ علِيٍّ السُّنوسِيُّ، كتابَه هذا على مقدِّمةٍ وثلاثةِ أبوابٍ وخاتمةٍ؛ تحدَّث في المقدِّمة عن معنى التفسير والتأويل والفرقِ بينَهما، وخصَّصَ الباب الأوَّلَ لشروطِ تعاطي التفسير والتصدِّي له، وفي الباب الثاﻧﻲ تكلَّمَ على آداب التفسير وأدواتِه، وتحدَّث في الباب الثالث باستفاضةٍ عن طبقات المفسِّرين، وتضمَّنتِ الخاتِمةُ الكلامَ على تفاسيرِ الصوفيَّةِ. وقد كانت مَلَكاتُهُ، وقَدَمُه الراسخةُ في علومِ الآلةِ والمقاصِدِ، وسَعَةُ اطِّلاعِهِ على التراث - حاضرةً في تأليفِه، فكم مِنَ استِشكالٍ عويصٍ وإيرادٍ صعبٍ كرَّ عليه بجيوشِ حُجَجِهِ، حتَّى أصبح فَهْمُهُ مباحًا، وجَبِينُ معناهُ وَضَّاحًا، كُلُّ ذلك بإيجازٍ وبلاغةٍ، وحُسنِ رَصْفٍ، وجَودةِ اختِيارٍ.
