من هو نسل الشيطان؟ بل من هم نسل الشيطان؟ السؤالان جديران بالطرح، لأن الروائي الألباني الكبير إبراهيم قدريو استخدم كلمة "نسل" التي تصلح، للمفرد وللجمع في آن واحد.من بين شخصيات الرواية، هل روبير لايرتي هو وحدَه المقصود بهذه الوصمة؟ إن الحقل الدلالي الواسع لمفردة "نسل" يُبيح لنا أن نعتقد بأن هذه الوصمة تنسحب على طبقة كاملة من السياسيين والحزبيين الذين حكموا إقليم كوسوفو بعد انفصاله عن السلطة الصربية، ونيله استقلاله الذاتي.ولكن هل رواية "نسل الشيطان" هي رواية هجاءٍ وتعريةٍ لهذه الطبقة التي عاثت فساداً وظلماً في هذا الإقليم، وحسب؟ من جهة أولى، تترامى آفاق هذه الرواية إلى البلدان التي عانت وتعاني من ألوان ودرجات القهر والاستبداد والفساد. ومن جهة ثانية، ينبثق في هذه الرواية من رحم السواد المدلهمّ، بصيصٌ ما لبث أن تحوّل إلى نورٍ ساطع. فمن بين الشخصيات الروائية البالغة التميز، خرج أروران سينا وكِندريسا لورا بطلين متوَّجين لقصة حبٍّ شفيفة ومؤلمة في آنٍ واحد. نعم إن الحب المكتوب بأحرف من ظلمٍ وألمٍ ومعاناة وتهجير هو الذي يجب أن ينطق، وبصوتٍ عالٍ، بعد صمتٍ قسري دام أعواماً.