"بنيتُ عالمي المجنون بإتقان حتى لا أمنح العاقلين فرصةً لمسائلتي. أصبح الجنون هو حريتي التي فقدتها. جنونٌ أستطيع به تغيير جزء يسير من ظلم وقسوة ما يدور حولي. محاولةٌ لم أكن أعرف مدى نجاحها من فشلها. لكن ما كنت موقناً به هو ضرورة قيامي بها مهما كان الثمن".هكذا ترمح بنا الروائية اليمنية الكبيرة ناديا الكوكباني، من عدن وطفولة عبده سعيد إلى شبابه في تعز وصنعاء، فإلى عدن البداية والنهاية، حيث تتشكل الحكاية عبر عشرات السنين منذ منتصف القرن الماضي، بالمصادفات والإكراه وبالإرادة والمكابدة والاختيار، لنكون مع شخصية روائية سامقة، ليست فقط إضافةً إلى ما أبدعت نادية الكوكباني في رواياتها السابقة، فعبده سعيد هو إضافة كبرى إلى ما أبدعت الرواية العربية عبر تاريخها من الشخصيات التي لا تنسى.جِبِلّةٌ هي هذه الرواية من الحب والمغامرة، من المعاناة والتحوّل في الاجتماع والسياسة والثقافة، قادمة من اليمن، أجل، ولكن لتشعّ عربياً وإنسانياً، كما عودتنا ناديا الكوكباني في (صنعائي) وفي (سوق علي محسن) وفي سائر رواياتها.نبيل سليمان هذه الرواية من ضمن قائمة 18 رواية الفائزة في جائزة كتارا للرواية التاريخية