فهي تحتفي بالسؤال وتعد الإجابات محض مياه لإطفاء جمرة السؤال .ينال رواية تبحث في الأركان السود من حيــاة شخصيات حاولــوا أن يكونوا طبيعيين ، لكن الحياة أبت إلا أن تضعهم في أتون ملابسات تستهدف حريتهم بل حياتهم .من موظف يعمل مترجما في قناة فضائية ، إلى مختطف ضحية لأمر لا ...يتحمل مسؤوليته ، إلى تجريده من بيته ، وتعذيبه ..إلى ذلك لا يكون أمامه سوى خيار الهرب ، والبحث عن حياة أخرى خارج جحيم ما تعرض له .بعد مفارقات يجد نفسه مترجما أيضا في شركة لتجارة السلاح ، عرابه فيها وزير تونسي سابق وهو والد زوجته لاحقا .ليتحول فيما بعد إلى تاجر سلاح كبير ذي ثروة كبيرة ..كل ذلك كان مناسبة لينال ليبحث عن الأسئلة الصعبة ، والحقوق التي لم تقرها البشرية يوما ..الحق في الصمتوالحق في التناقضوالحق في الرحيل المطلق الذي يتضمن الانتحار .برغم الثروة ، والعلاقات العاطفية العاصفة ، والقدرة على حل المشكلات دون اضرار جدية ، فقد بقي ينال ملاحقا من فهم أو رؤية قوامها : النقصان سيد والكمال لا يتحقق أبدا ..في قمة ما يظنه الآخرون سعادة ، تلاحقه فكرة أن كل شيء مؤقت ، ما يدعو إلى الحزن ، وعدم التيقن . لماذا يستدعي الجَمالُ ذكريات حزينة ؟ ليس سهلاً أن تكون حرّاً . لماذا يقف العقل ضد المتعة ؟يكتب ينال مذكراته ، ويتعرف على شخصية مدرس متقاعد هو عبد الله الفيصل سبق وأن كتب رواية واحدة ، ويطلب منه مساعدته في انجاز هذه المذكرات أو صياغتها على شكل رواية .وبعد لقاءات تحضر فيها الحكمة ، والفهم العميق ، يقدم فيها عبد الله فهمه لطبيعة ما كتبه ينال ، ويشير إلى النقص والحاجة إلى استكمال ومراجعة أوراق ينال .وحين يعود المدرس إلى بلده ، يبقى على اتصال بينال ، ثم يفقد الاتصال لتصله أوراق جديدة تتضمن استكمالا لمذكرات ينال ، ويفاجأ بعدها بخبر انتحار ينال بعد كتابة وصية يشير فيها إلى المدرس عبد الله وما هو مطلوب منه ..تشكل اللغة العالية والمغامرات والعاطفة والأفكار الجديدة ضفيرة تحتكم إلى الجمال وقيمه ..