إن علم التجويد من العلوم التي لقيت عناية متميزة، وتنافس المتخصصون فيه في تقديم مسائله وموضوعاته بأساليب وطرائق متنوعة، حيث ألفت فيه - ولا سيما في الآونة الأخيرة - كتبٌ كثيرة منها الموسع المطول ومنها المختصر الموجز، وبين ذلك، كما اشتهرت منظومات جمعت أبياتُها مسائل التجويد، وتنافس أهل المعرفة بالتجويد في شرحها وتوضيح مشكلها وغامضها. ولكن الكتب والوسائل التي تُراعي مستويات الدارسين وتقدّم لهم مادة التلاوة والتجويد بطريقة منهجية تحافظ على الترابط الموضوعي بين مسائلها، قليلة أو نادرة، ولما كانت جمعية المحافظة على القرآن الكريم تقوم على تعليم القرآن الكريم وتلاوة وحفظاً لجميع المستويات والفئات العمرية، ويمارسُ معلموها هذه المهمة منذ عشر سنوات فقد عهدت إلى لجنة التلاوة فيها أن تختار عدداً من الأساتذة المتخصصين ليؤلفوا كتاباً جامعاً في أحكام التلاوة والتجويد يستوفي مسائل هذا العلم بأسلوب ميسر وعرض حسن. فكان هذا الكتاب الذي نقدّمه اليوم للقراء مشتملاً على مباحث التجويد وما يتعلق بها، مراعياً يسر الأسلوب وحُسن العرض، ومشتملاً على جداول ومجموعة من الأسئلة في نهاية كل مبحث.
