يشكّل إعداد تاريخ سردي للإسلام قائم على حياة المرأة تحدياً على عدة مستويات، سواء في المنهجية أو المحتوى. إذ عززت مطالب السياسة والأخلاقيات والدين بعضها بعضاً عبر التاريخ من أجل منح المنصة الرئيسية للرجل، وتهميش المرأة. ولا سيّما في الماضي، إذ لم تشجع المجتمعات الإسلامية المرأة للمشاركة في ذات الأنشطة التي شارك فيها الرجل من نفس الطبقة الاجتماعية. وكانت مشاركة المرأة في المناسبات العامة محدودة، وقلّما حظيت المرأة على وجه العموم بمكانة مساوية للرجل. ولم تكن الظروف وتبعاتها تتسع لتطلعات المرأة أو تعبّر عنها. إلا أنه منذ القرن التاسع عشر على الأقل أصبح هذا التباين بين المرأة الرجل أمراً عادياً في كل مكان تقريباًن وليس في المجتمعات الإسلامية فقط.
كتب الرجال كافة المراجع المتوفرة تقريباً، والتي كانت تعطي “تصوّراً” عن المرأة أكثر من السماح لها بسرد قصتها. فقد أثارت النساء، لا سيّما المشهورات منهن، فضول المؤرخين من الجال، ولذا فقد ألفوا الكتب الكثيرة – إنما المتحيّزة – التي تزخر بالمعلومات حول الأدوار التي لعبتها المرأة ومكانتها القانونية في تاريخ الإسلام.
