"على عتبة منزل عريسها، رفعت نيلا أورتمان مطرقة الباب التي على شكل دولفين ثم تركتها تسقط، مُحرجة من الصوت المكتوم الذي أحدثته. لا أحد يجيب على الرغم من أنَّ حضورها مُتوقَّعٌ. فقد رُتِّب الموعد مسبقاً وتبودلت الرسائل، بين ورق والدتها الرقيق جداً مقارنة بورق براندت الثمين. فكرت” كلا، ليس استقبالاً جيداً، نظراً إلى حفل الزواج السريع في الشهر السابق، فلا أكاليل، ولا كأس عروسين، ولا سرير زفاف. وضعت نيلا صندوق متاعها الصغير وقفص عصفورها على العتبة. إنها تعلم أنه سيتعين عليها تجميل هذا في خطابها إلى أمها، عندما تجد طريقها إلى الطابق العلوي، إلى غرفة، إلى طاولة كتابة.استدارت نيلا إلى القناة بينما تتصاعد ضحكات المراكبية من البناء المقابل. كان صبي نحيل قد ارتطم بامرأة وسلة السمك التي تحملها، وانزلقت سمكة رنكة نصف ميتة على الواجهة العريضة لتنورة البائعة. فجفلت نيلا من الصرخة القاسية لصوتها الريفي وهي تصيح: “أحمق! أحمق!” كان الصبي أعمى، وراح يبحث في التراب عن الرنكة الهاربة وكأنها حلية فضية، أصابعه سريعة، لا يحجم عن تحسس ما حوله. ظفر بها، مُقهقهاً، فركض في الشارع بغنيمته، وذراعه الحرة ممدودة ومُستعدة..."
