لقد شهدت بلاد الشام في القرنين السادس والسابع الهجريين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين حروباً شبه مستمرة بين الصليبيين والمسلمين، وتعددت صور هذه الحروب، وتنوعت أساليبها ووسائلها، فمن حروب العصابات، إلى خوض المعارك الضارية والمباشرة ، ومن معارك الحصار الجزئية إلى حروب الحصار الممتدة والمستمرة وتنوعت دوافع الصليبيين لحصار هذه المدن، ومنها لغايات توسعية وتحقيق مكاسب اقتصادية، وموقعها الاستراتيجي مثل أنطاكية، وتمت محاصرة مدن أخرى لمكانتها الدينية؛ مثل بيت المقدس، كما أن الأهمية السياسية والعسكرية والاستراتيجية لبعض المدن، دفعت الصليبيين لمحاصرتها، وكذلك على أساس أنها مدن محورية وذات أهمية دينية واستراتيجية وعسكرية، وأنها واقعة على خطوط التجارة العالمية، المارة ببلاد الشام؛ مثل دمشق وعكا.