تحتاج هذه السلسلة من الرسائل التاريخية إلى اعتذار وإيضاح، وربما وجد القرّاء الذين يتجشمون مشقة قراءتها هذا الاعتذار والإيضاح ضمن الرسائل نفسها […]. لقد نما عدد الرسائل مع أنّها لم توجد نتيجة تصميم سابق، ولم أفكر قط في أنها ستكثر إلى هذا القدر، فقبل ست من السنين، وعندما كانت ابنتي في العاشرة من عمرها، كتبت لها عددًا من الرسائل ضمنتها شرحًا موجزا بسيطا لتاريخ العالم في أيامه الأولى، وطبعت تلك الرسائل في كتاب استقبله القراء استقبالا حارًا. وظلت فكرة متابعة هذه الرسائل تدور في خلدي، ولكن الحياة المليئة بالنشاط السياسي منعت هذه الفكرة من الظهور إلى حيز الوجود، إلى أن أتاح لي السجن الفرصة التي أعوزتني، فاغتنمتها.