يسلّط هذا الكتاب الضوء على العلاقة الديناميكيّة التي تربط الدّين بالشارع، كما صوّرها الأدب العربي الحديث، ويثير الكتاب أسئلة مهمّة حول الفجوة التي تفصل المثقف العربي عن العامّة. ولئن استند الكتاب على طرح سوسيولوجي بالأساس فإنّ الكاتب انتهج قراءة متأنية فاحصة لعدد من النصوص السردية والشعرية، مثبتاً بذلك تجديداً في التحليل من جهة، وأهميةَ تقاطع الدراسات من جهة أخرى. ولعلّه لم يصدر من قبل كتابٌ بهذا الثراء والتنوّع في رصد سمات القطيعة بين النّخبة والعامّة، وهو - إذ يستطلع مسبّبات ذلك - يفّسر أيضاً الفجوة التي سمحت لتيّارات سلفيّة وترجيعات هشّة بالظهور ثانية على حساب الفكر النهضوي. يمثّل النصُّ في مجمله استقراءً لتشابك العلاقة بين إنتاج المعرفة وإنتاج الفضاء.