تمَّ اختيار عنوان هذا الكتاب "السَّرقَة مِنَ السَّاراسِن" بعناية وقصد. لقد سَقطَتْ كلمةُ "ساراسِن" من الاستعمال اللغوي اليومي هذه الأيام، ولكنها كانت تُستخدَم في أوروبا العصور الوسطى كاصطلاحٍ تَحقيري لِوَصفِ المسلمين العرب الذين حارَبهم الصليبيون مئتَي سنة في شرق المتوسط بدءاً من 1095 في "حربهم المقدَّسة". أكثر التفسيرات انتشاراً هو أنَّ أصلَ كلمة "ساراسِن" مِن المفرَدَة العربية "سَرَقَ أو سُرّاق". أي أنَّ "السَّاراسِن" كانوا سُرَّاقاً ولُصوصَاً من وجهة النَّظَر الأوروبية، بغَضّ النَّظَر عن حقيقة أنّ الصليبيين قد نَهَبوا طريقَهم عبر أوروبا والقدس والقسطنطينية. ولهذا فإنَّ قَصْدَ العنوانِ هو التعبيرُ عن تناقُضٍ مُضاعَفٍ بأننا في الغرب "نَسرقُ" ممَّن اعتبرناهم لُصوصَاً وسُرَّاقَاً