كمن أهمية هذا الكتاب في أنه يقدم رؤية منهجية فاحصة ومؤسسة لواقع الكتابة التاريخية وأدوار مؤرخيها في اليمن في العصر الإسلامي لا سيما في عصر الدولة الرسولية من حيث التعريف بخصائصها ومناهجها وأنماطها وصورها والمحددات التي تحكمت في بنية الكتابة التاريخية والخصائص التي ميزت المدرسة اليمنية في ذلك العصر عن مثيلاتها في العالم الإسلامي بالإضافة إلى الهنات التي وقعت فيها، ومن ثم تقديم مقاربات فكرية لهذه الجزئيات عبر دراسة نماذج من المؤرخين من حملة السيف والقلم تعكس تلك التناولات، وأيضاً تقدم مدخلاً بحثياً لصلة الحاكم بالكتابة التاريخية وبمؤرخي ذلك العصر وإشكالية نسبة الكتب المؤلفة للحاكم.كما يكمن أهمية هذا الكتاب في محاولة المؤلف تصنيف مؤرخي ذلك العصر إلى مراتب ودرجات تأليفية وفق النسق الحياتي والتأليفي والوظيفي لكل مؤرخ، فضلاً عن بيان جهود كل مؤرخ في التأليف التاريخي ومن ثم تقديم رؤية تحليلية مفصلة لأبرز مؤرخين في عصر الدولة الرسولية وهما البهاء الجندي وعلي بن الحسن الخزرجي كما شملت تلك الرؤية البنائين التعبيري والفني لأبرز مؤلفاتهما.