-يتعرض الكتاب لرحلة مقدسة، لا يمكن لأي منا أن يقوم برحلة أكثر قداسة منها، ولا يمكن لأي من كذلك ألا يتمنى أو يحلم بأن يذهب في هذه الرحلة الروحية الخالصة، التي تعود بالإنسان إلى نقائه وصفاته وفطرته، كما خلقها الله سبحانه وتعالى بداخله... إنها رلحلة الحج المباركة في كل خطواتها... ...منذ أن ينتويها الإنسان إلى أن يتمها... ولا تتأتى روعة الكتاب من جلال موضوعه فحسب، بل تترسم هذه الروعة خطاها فيما أورده المؤلف في كل قسم من أقسام الكتاب الثلاثة، في مونولوج نفسي رائق صاف، شفاف، يتلمس حياة الإنسان ومشاغله، منذ بدء الرحلة في القسم الأول، حين يختتمه بالرحلة إلى جسر الجمرات، ولا يغفل كذلك السياق الرمزي لاستعارات الرجم والشيطان والجنة والواقع الحياتي... كل ذلك في ربط محكم بين تداعيات ومفردات هذه الرحلة...إن الكتاب إبحار في أغوار النفس البشرية، يرصد نقائصها ومثالبها، ويعظم من مناقبها ولحظات تفوقها... مستتبعاً كل ذلك بصورة نادرة لهذه الأماكن المقدسة...