مجموعةٌ قصصيّةٌ مقسّمةٌ إلى جزأين هما: ما حدث معي، وما حدث للمدينة، وكلّ جزءٍ يضمُّ قصصاً مختلفةً، واللافت أن معظمَها يدورُ على لسانِ طفلة. مجموعةُ ما حدثَ لي تتضمنُ قصصاً كانت الحواس نقطةَ ارتكازها مثل انظرْ... المس... اسمعْ... شم...وتستعرضُ قصّة شمّ لكل ما يجذبُ الأطفالَ من روائحَ لذيذةٍ لأطعمةٍ مختلفة لكنّ تعليمات الأهل الصّارمة تقتضي بالامتناع عن تناول مأكولاتٍ من خارج البيت لما تحملُ من ضرر للصّحة، وحالة الصّراع التي تنشأ في محاولةٍ للتّحدي من خلالِ الرّغبة في مخالفةِ التّعليمات على مبدأ: كلّ ممنوع مرغوب، وبالمقابل الانصياع لتوجيهاتِ الأهل من خلالِ إقناعِ الذّات وترويضها للرّضوخ لتعليماتِ وتحذيراتِ الأهل. في قصّةِ السّجين تتقاطعُ شخصيةُ السّجين وشخصيةُ الطّفلة المقيدة بالقواعدِ والتّعليمات فكلاهما سجينٌ في إشارةٍ إلى الرّغبة بالتّحرر والانطلاق لفعلِ ما يحلو لها فتقول: في هذه المدينة، يعيشُ سجينٌ ارتكبَ جرائمَ كبيرةً لا تُغتفر، لم أرَ وجهه، ولم يرني، لكنّي أعلمُ أنّه هنا في المدينة.أخيراً للأطفالِ عالمٌ لا يعرفُه أحدٌ غيرهم يرسمونه بخيالهم الخصب، ونرى الكاتبة تشيرُ إلى هذا العالم بقصصِها سواء في قصّةِ العمل وحوارها مع عاملِ المداخن الذي يبحثُ عن العفريت، أو في قصّة الجدار الذي أخبرَها أنه سيرحل وتعجبت كيف لجدار أن يرحل! لتكتشف بعد فترة أنه تهدّم.العديدُ من الأحداثِ الإنسانية الشّيقة ذات البعد النّفسي تكشفه من خلال الغوص في عالمِ الطّفولة.
