يطرح هذا الكتاب بعض الأسئلة القديمة المتجددة: كيف كانت اللغة القديمة؟ وكيف كان شكل اللغة التي كان الإنسان يستعملها في الأزمنة الغابرة؟ وهل تطورت اللغة تدريجيّاً عبر مراحل، أم بشكل فجائي عبر طفرة في جميع تعقيداتها؟ وهل يشتمل التطور اللغوي على حصول تغييرات جينية وانتقاء طبيعي؟ أم إنّ الأمر محضُ اختيار ثقافي؟ تعرض المؤلفة ليليانا بروغوفاتش مسائل يحتدم في شأنها النقاش بين العلماء المتخصّصين، وتقدم مقترحات رئيسة، وتقوّمها بالنظر إلى مدى نجاحها في رفع التحديات المطروحة على دراسات تطوّر اللغة. ينتمي هذا الكتاب إلى صنف الدراسات التي تتقاطع فيها العلوم الطبيعية والإنسانية: علوم اللغة والبيولوجيا (بما فيها علم الأعصاب) وعلم النفس، والتاريخ، والآثار (الأركيولوجيا)، وعلم الإنسان (الأنثروبولوجيا)، والذكاء الاصطناعي، وغيرها. فهذه التخصصات العلمية عادةً ما تنشأ بينها اهتمامات بحثية مشتركة، وتستند إلى نظريات ووجهات نظر متباينة. ومن خلال مقارباتها المختلفة، تسعى هذه العلوم إلى إماطة اللثام عن أصل اللغة بمختلف أبعادها الفكرية والعملية.